مشربيات-عبدالواحد محمد (مصر)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

مشربيات

  عبدالواحد محمد    

مخاض دائم من فلسفة روحية ومعمارية وثقافية وفنية تجعلك دائما في قلبها بارا أًوعاشقاً لدروبها العتيقة والتي تغنيك كثيرا عن سماوات مفتوحة، في حضور تاريخي


مخاض دائم من فلسفة روحية ومعمارية وثقافية وفنية تجعلك دائما في قلبها بارا اًوعاشقاً لدروبها العتيقة والتي تغنيك كثيرا عن سماوات مفتوحة رغم أنفك في حضور تاريخي واجتماعي لا ينتهي مهما كانت أقدارك وخاصة لمن يؤمن برسالة لاتعترف بالعبث وموسيقى الروك ؟!
هكذا كانت صديقتي الحاضرة والغائبة دائمة رغماًعني منذ أن عرفت دروبها العتيقة بكل ما تحمله من عبق نفيس مازال يخاطبك بكلمات لاتعترف بغير رشدها وسحرها الكامن في مشربياتها التي لاتعد ولاتحصى (السيدة زينب ) التي بهرتني وجذبتني درويها في مسائيات ممتعة مع الأصدقاء في (حلميتها) القديمة بقصورها ومبانيها العتيقة والتي تضخ دماء جديدة دوما ولا تتقيد بنسل ولوائح ومقررات وفلسفات وغير ذلك من عالم شارد ؟
هي كما هي تحدثك وتستقبلك في أروقتها وأزقتها ومقاهيها وقصورها بترحاب دائم وكرم حميمي لايفارقك حتي تغادرها !
نعم سيدتي الفاتنة جداً والرقيقة الدقيقة في زمن الفناجين المقلوبة والوعود الكاذبة والأحلام الواهمة والسفر الممل والقاتل بلا مبرر سوي. كثير من العناد والأوامر الغبية التي سكنت عالم غير عالمك ؟
لذا أشتاق إليك في منامي، ومعي رسالة لك ياسيدة النساء لماذا لاتعودي لنا ثانية !
التاريخ يشهد بعذريتك وعذوبة فردوسك الذي منحني ليلة أمس أجمل القصائد لكي أهديها إلى ( ولدي محمد ) الصغير والذي أدعو له أن يسكن دروبك كما سكنتها لأنني أخشى من الدروب القادمة وأعلم بزمن الأبراج التي تنهار بعد عقد على أكثر تقدير الفرق شاسع وأنت زمن وأزمنة لا تشيخ بدون طب العطارين ؟
يقينا كان لي صديق عطار وجلسنا بالقرب من مقامك الطاهر نتبادل حوارنا معا في ساعات متأخرة من الليل كعادتي عسى أن يفك المربوط ويعيد له ماسلب منه .. ذكورته التي قتلتها الوساوس .. والتلوث البغيض .. فلم يفلح ؟
لكنه وعدني صديقاً أن يجرب في معمله دواء جديد ا من عشب سري لكي يمنح ولدي وأبته صفية شعورا كالذي نشعر به الآن بالقرب من حضرتك الزكية ورحيقك الذي لايقاوم والنادل يسارع إلينا بالقهوة التركي لتجدد ذاكرتنا بكل ما هو شجني ربما لم يعرف أننا لا نحتاجها هنا بل في وجودك تزيلين عنا الهموم والمتاعب دون أن نشعر ؟
تمتمت ببعض العبارات وكأنني أستحضر رواية عمنا يحي حقي (قنديل أم هاشم ) الذي فجر العمق المكاني لهذا العالم لدي مبكرا وأنا أمضي في طريقي الأدبي نحو مشربيات يتوارى ورائها الحسن الزاخم بكل إبداعات مازالت تشهد لكاتبنا توفيق الحكيم أنه سكن شارع السد فخرجت ( عودة الروح ) محطة لعبت دورهاعربيا في ثورة الأحرار ؟ نعم وجنينة ياميش للفارس النبيل يوسف السباعي ابنك الذي لم يعترف بحب لغيرك تجولنا معا وصديقي العطار يتمتم بما لم أسمعه ربماأستشفيت منه بحثه المضني عن دواء جديد يعيد ذكورة المربوط ؟
فكنت عاشقة لي وليس في وسعي الخروج من هنا دون وداعك كماتستقبليني دائما بابتسامتك القدرية ليكون لي موعد قادم مع الشعر في درب بيرم التونسي الذي عاش بالقرب منك وهو يمنح أم كلثوم أعذب الكلمات التي تشهد لكل مشربياتك برحلة لا تنتهي مهما كانت أعباءنا القدرية.
ومابين الأمس والحاضر عنوان في قصيدة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح ( امرأة في عنق الزجاجة)
كرهت حوار المرايا
كرهت الجلوس نهارا وليلا ببيت اللعب
أريد استعادة حق الصراخ
وحق التحدي
وحق الغضب
أريد مكانا على الأرض
تنبت فيه القصائد مثل دوالي العنب
تخشب قلبي وأصبحت امرأة من خشب
تيبس عقلي ولا أتصورعقلي حطب
أريد هواء نظيفا
وفكرا نظيفا
وحرية الريح بين حقول القصب
صبرت كثيرا
وياليتني كنت أملك صبرالنخيل
ألوف البشاعات تصدم عيني
ومازلت أحلم في كل شئ جميل
أريدالتحرر من كل شئ .. ومن أي شئ
فحدد زمان الرحيل ووقت الرحيل
وخذني علي ساعديك القوتين.. خذني
إلي زمن الشعر .. والمستحيل
هنا توقفت وكلي حنين للقائك مرة قادمة عاجلة مع صديقي العطار الذي أدعو له بأن يكلل الله مسعاه بفك كل مربوط حتى نستعيد حلم الزمن الجميل ونكتب قصيدة من وراء هذه المشربيات التي تبهجني دائما وتطربني بأعذب الألحان وتنمنحي حرية غير مرئية لكي أعبر كل القارات ؟



  abdelwahedmohaned@yahoo.com
  عبدالواحد محمد (مصر) (2009-12-11)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مشربيات-عبدالواحد محمد (مصر)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia